هناك ايدى واقلام حفية سارعت منذ بداية احداث الثورة الى التنويه بكل الوسائل الى ان ليبيا فى عهد الطاغية لم تكن موجودة وان ليبيا لا يوجد بها خبرات ولا مؤسسات ولا بناء بشرى ولا تتوفر لدى الليبين اية امكانيات للنهوض بالدولة وانها كانت دولة بدون دولة وعلى هذا المنوال نسج الكثيرين ممن لديهم اجندة خاصة لاظهار ان الليبين الذين تعلموا فى عهد الطاغية ليسوا متعلمين وليس لديهم خبرة وكفأة وان ليبيا الجديدة بحاجة الى خبرات وكفاءات ممن تعلموا خارج ليبيا والذين هم لم يواكبوا عهد الطاعية لانه على حد زعم هؤلاء الليبين الذين درسوا فى الجامعات الليبية لا يملكون القدرة والكفاءة وليس لديهم الخبرة فى ادارة شئون الدولة حيث انه وخلال 42 سنة من عهد القذافى فان ليبيا ليست دولة وليس فيها لا تعليم و لاصحة ولا اسكان ولا خبراء فى كل هذه المجالات .
وفى حقيقة الامر هذا اجحاف فى حق الليبين الشرفاء الذين برغم كل انواع الحصار والحرمان والتهميش وقلة الدعم المالى والفنى لمؤسسات الدولة وبالرغم من هشاشة البناء المؤسسى والتدمير الممنهج لعدم قيام مؤسسات دولة ومحاربة تكوين الخبراء والمختصين بالرغم من كل ذلك فلقد استطاع الليبين ان يصمدوا ويتحدوا هذه الصعوبات فلم تقف الجامعات والمعاهد المتخصصة عن مواكبة ركب التطور وبمجهودات الليبين المخلصين وحدهم وبدون دعم من حكومة الطاغية تخرج عشرات الالاف من الليبين من الجامعات والمعهد الفنية المتخصصة فى مختلف المجالات وتخرج الاطباء والمهندسين والمعلمين والفنيين فى النفط والكهرباء والاتصالات وغيرها من المهن والحرف اللازمة لاستمرار الحياة فى ليبيا .
نقول للذين يصرون على الاستمرار فى الحملة المسعورة على الجامعات الليبية وعلى الخبرات والكفاءات الليبية التى تكونت فى عهدا لا يعترف بالعلم ولا العلماء , نقول لهؤلاء ممن لم يرضوا ان يدرسوا فى الجامعات الليبية لانه لا يوجد بها امكانيات ولا وسائل للشرح والايضاح والذين استعاروا من تدريس الليبين فى المعاهد الليبية بحجة انها ضعيفة المستوى وانها لا توجد بها مختبرات ومعامل وان نظام التعليم فى ليبيا ضعيف المستوى , نقول لهؤلاء وامثالهم ان الليبين الاحرار الشرفاء لم يتركوا ليبيا حينما كانت ليبيا والليبين بحاجة اليهم لم يتركوا اهل ليبيا بدون تعليم ولا صحة لان الطاغية حرم المؤسسات التعليمية من الدعم , ان الليبين الشرفاء هم الذين صمدوا وتحدوا الصعاب ولم يتركوا شعبهم يعيش فى امية ومرض وفقر لان امكانيات الجامعات لا تتناسب مع متطلبات التعليم وان العمل فى المستشفيات لعلاج الليبين لا يتناسب وطموحات الذين لا يهمهم الا انفسهم , الليبين الشرفاء ظلوا فى البلاد وعانوا من ظلم الطاغية من اجل ليبيا واهل ليبيا , الجامعات لم تتوقف والتعليم استمر برغم الصعاب والصحة تقاموا برجالها برغم الافتقار الى الامكانيات .
نقول لمثل هؤلاء اذا كان التعليم سئ فى ليبيا فمن اين تخرج الاطباء الليبين الذين كانوا يعالجون الجرحى فى ساحات المعارك اذا كان الليبين غير اكفأ فمن يا ترى كان ولا زال يشرف على الكهرباء والاتصالات والمرافق من الذى اعاد النور الى مدن وقرى ليبيا بعد ان طمسها الطاغية خلال حربه على المدن ,يا ترى الذين قامو ا باعادة ضخ المياه الى طرابلس التى حرمت من مياه الشرب لاكثر من اسبوع هل هم خبراء اجانب جاء بهم هؤلاء من الخارج , من اعاد الاتصالات السلكية والاللاسلكية انهم الليبين الذين درسوا فى الجامعات الليبية وتخرجوا من المعاهد الليبية بالرغم من قلة الامكانيات التى اتخذها المترفعين عن ليبيا والليبين حجة لرفض التعلم والتعليم فى الجامعات والمعاهد الليبية .
اخيرا نقول انه بالرغم من كل المحاولات الرخيصة للنيل من الخبرات والكفاءات الليبية والايحاء بان بناء دولة ليبيا الجديدة بحاجة الى خبرات وكفاءات تلقت تعليمها فى الخارج وانه بدون هؤلاء لا مجال لبناء ليبيا , نقول ان الليبين الذين درسوا فى الجامعات والمعاهد الليبية هم من قاد الثورة وهم بخبرتهم وكفائتهم من هزموا اعثى دكتاوريات العصر وان خبراء ليبيا واطبائها ومهندسيها واساتذة جامعاتها هم من انتصرت بهم الثورة وان خبراء ليبيا السابقة هم خبراء ليبيا الجديدة وهم ادرى ببلادهم واحتياجاتها وهم وحدهم القادرين على تطوير بلادهم فالرجال الذين استطاعوا ان يتعلموا ويكونوا خبرة فى عهد مثل عهد القذافى الظالم فانهم وبلا شك قادرين على الابداع والتألق فى ظل دولة ليبيا الجديدة لانها دولتهم التى لم يتخلوا عليها فى زمن الصعاب وهم اول بها فى زمن الرخاء , ومن اجل هذه المفاهيم التى لا حياد عنها نقول للذين يسخرون من خبرة الليبين وتعليمهم وكفائتهم نقول لهم اوقفوا حملتكم المسعورة على الليبين المخلصين الذين برعم كل المظالم لم يتركوا وطنهم واهلهم فى جهل وفقر ومرض وتكريما من الله لجهودهم ايدهم بنصرا من عنده وهم اولى بقطف ثمرة الانتصار .