هل هناك جينات وراثية مشتركة بين محمود جبريل الورفلي ومعمر القذافي؟ (خوت الجد)

لقد طالب الشعب الليبي القذافي بالتنحي فرفض وتكبر وفكر ودبر ولكنه باء بغضب من الله الذي أمهله كثيرا ولم يهمله. بعد ذلك أسمع الناس اصواتهم لغوقة بأنه غير مرغوب فيه فإذا به يتمسك بالكرسي والطامة أنه في الوقت الذي يتمسك به بالسلطة يعيب ذلك على القذافي؟ فيا لها من تناقضات!!! صبر الناس على غوقة باديء الأمر درءاً للفتنة ثم وبدأت تقام مظاهرات على استحياء مطالبينه بالتنحي والرجل اذن من طين واذن من عجين. والشعب يعمل بسياسة "هلب موش وقت كلام توه" ولا أدري متى سيحين الوقت؟؟؟. وما أضحكني ذات يوم ان الناطق باسم المجلس الوطني الذي من المفترض انه يدين عملية التمسك بالسلطة سأله مذيع قناة الجزيرة "لماذا لا تتنحى مادامت هناك مظاهرات تطالبك بالإستقالة؟ فكانت اجابته " عليهم ان يعطوني مببررات مقنعة للتنحي وسوف استقيل" يالها من اعجوبة!! فالقذافي ايضا يطلب مبررات ويقول انا المجد وانا الرمز وانا الذي خلقت ليبيا بل وأنا ربكم الأعلى وللأسف الرجل المسكين (القذافي) يقول انه لا يملك منصب ولو انه يملك منصبا لرمى بالإستقالة على وجوهنا والحمدلله على سلامتنا فإذا كنا قد دفعنا الكثير من الأرواح لإزاحته وهو لا يملك منصبا فماذا كان سيحصل لو كان له منصبا؟
الظاهرة الدكتاتورية الجديدة هي محمود جبريل!! وعلى الرغم من ان الشعب لم يطالب جبريل بالاستقالة من البداية وكان يحظى بالاحتارم ولكن مع الوقت وبعد طفوح بعض تصرفات جبريل الدكتاتورية وتعاليه الواضح والنزعة القبلية التي بدأت تظهر من خلال تعييناته لأقاربه وأصدقائه وأحبابه في مواقع مهمة من مفاصل الدولة بدأ التأييد لهذا الرجل يتراجع وبدات الأصوات ترتفع مطالبة بتنحيه على استحياء, أيضا من باب "درءا للفتنة" لم تخرج مظاهرات كبيرة تندد بذلك الى الآن.
كان لي رأي مبكر في جبريل وكتبت الى اين يأخذ جبريل ثورتنا؟ وقد تحققت الكثير من نبوئاتي في ذلك المقال. عند الحديث عن جبريل يقول لك الكثير وهذه المرة ليس من العوام بل حتى من الطبقة المتعلمة من الليبييين "الرجل قام بجلب الاعترافات والمليارت" بالله عليكم عن اي اعترافات تتحدثون وتنسبون الفضل فيها لجبريل وعن اي مليارات؟ أما الإعترافات فلم يحصل جبريل على اي اعتراف وكلنا نعلم ان اعتراف فرنسا منذ اللحظة الأولى لم يكن لجبريل يد فيه. وذهب جبريل لإجتماع البرلمان الوربي ولم يتحصل على اعتراف واحد وذهب الى امريكا ورجع خالي الوفاض والمانيا والعديد من الدول العربية ورجع بخفي حنين وبوعود لا ترقى الى الإعتراف. وللأسف على الرغم من ان هؤلاء المتعلمين يتجاهلون أن الدول الغربية ناهيك عن العربية لا تتعامل بمنطق الصداقة والعلاقات الشخصية انما بمنطق المصالح. فحتى ولو كان جبريل قد سوق له بعض الناس على انه خارق للعادة ومخطط خطير على وزن المعلم الوحيد من اوصاف العقيد فدول العالم لن تعترف بالمجلس الوطني بتأثير من جبريل حتى ولو كان دبلوماسيا محنكا. فهذه الدول لديها مستشارين سياسيين ولا يتعاملوا بالعاطفة حتى ولو كنت اقرب الناس اليهم فشعوبهم تحاسبهم كل خطوة يخطونها فما بالك باعتراف بدولة ما. وخير مثال ان بريطانيا رغم دعمها للثورة الا انها تأخرت لأكثر من 5 أشهر لإعلان اعترافها بالمجلس. وذلك بعد ان أكدوا ان الأمور على الواقع تسير لمصلحة المجلس وليس لمصلحة القذافي. إذا الثوار هم من جلبوا الإعتراف وليس جبريل. أما عن المليارات فلم ينجح جبريل الى يومنا هذا في حل مشكلة الأموال الليبية ولا زال الليبيون يعانون ضنك العيش والى يوم الأمس وهم يتقاضون في جزء فقط من مرتباتهم. فأين المليارت بالله عليكم؟ جرحا الثوار مرمييون في جميع مستشفيات العالم بلا علاج فأين المليارت؟ اللاجئين عانوا الويلات ودفع الليبيون كل مايملكون لكي يتبرعون لهم لسد حاجاتهم في تونس وغيرها. فأين النجاح الذي ينسب لجبريل؟ لم ينزل جبريل يوما واحدا لبنغازي من عمر الثورة ولم يزر مخيمات اللاجئين في تونس ولم يقف على الجرحى ولم نشاهده الا في اذاعة الشعب الليبي التي سرقها شمام ينظر ويأمر الناس بما لم ينها عنه نفسه. قال الله تعالى: {أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم} (البقرة:44).
ان اجراءات جبريل الى يومنا هذا لا تصب في مصلحة المواطن الليبي البسيط على الإطلاق فلم نسمع اي تصريح يخدم الشعب والمواطن البسيط من حديث عن رفع للمرتبات او رعاية صحية للعجزة وكبار السن أو اعادة النظر في صندوق التقاعد الخ الخ .... زد على ذلك أن جبريل الذي اصبحت أشك في الدعاية التي صورته على انه مخطط بارع أغفل وزارة مفصلية في ليبيا في اول اعلان عن تشكيل حكومة انتقالية ألا وهي وزارة الزراعة!! ألا يعلم جبريل ان قطاع الزراعة هو القطاع الأول الذي يعتمد عليه الشعب الليبي بعد النفط؟ ألا يعلم ان حرفة الزراعة والررعي يعتمد عليها ما يقارب عن 80% السكان؟ ألا يعلم ان موسم الزراعة قد طل وان الأمطار تأخرت وان الحكومة يجب ان تأخذ في اعتبارها قطاع الزراعة واستيراد البذور والأعلاف لكي لا تحدث كارثة تنفق فيها الحيوانات الرعوية التي تعد مصدرا للدخل وتوفر اللحوم للمواطن.
سُئل جبريل في لقاء صحفي عن إمكانية تحسين وضع المواطن الليبي فأجاب لا ليس الآن فالأولوية للإعادة الإعمار. بالله عليكم عن أي اعمار يتحدث هذا الرجل قبل اعمار الناس وتحسين حياتهم المعيشية؟ ان من الولويات هو تحسين وضع المواطن حتى تنجح اي خطة تنمية مستقبلية فعلى سبيل المثال "اذا كنت تنشيء في مستشفى في منطقة ما وكان المهندس المشرف لا يتقاضى الا 200 دينار فهذا يعني ان هذا المهندس يمكن شراءه بسهولة مع احترامي للمهندسين, لإن هذا المهندس سوف يقبل أي هبة من المقاول مقابل تمرير اي معاملة مخالفة, وهذا المهنس وذاك المشرف سيقبلون سيارت وهدايا لتمرير العديد من المخالفات لن المواطن الليبي البسيط لا يملك ادنى مقومات الحياة ففسدوا وفسد دينهم. الشباب الليبي لا يملكون السكن ولا الوظيفة ولا السيارة وبالتالي هم عرضة لأي اختراق أخلاقي. لذا على اي مخطط يريد ان يشرع في التنمية في ليبيا أخذ الوضع الإجتماعي والمعيشي للمواطنين أولا حتى يقرر ما اذا كانت ستنجح مشاريعه ام لا؟ وهذا سبب كبير في رأيي أطالب فيه جبريل بتقديم استقالته لأنه لم يعش في ليبيا ولا يعرف ضروفها ولا يعرف ضروف شبابها فالمثل الشعبي يقول "شوكة العين قبل شوكة الكراع". عليه فيجب ان يكون تحسين الوضع المعيشي لليبيين هو الأولوية وإلا فلن تنجح أي مشاريع تنموية على الإطلاق. ثم سمعنا بزيادة للمرتبات ولكنها كانت خطوة على استحياء فقرروا زيادة المرتبات بما نسبته 100%. عندما تسمع الزيادة 100% ستقول ان الزيادة كبيرة ماشاء الله ولكن لا ادري هل هؤلاء يعون ما يفعلون؟ ألا يعلمون ان مرتب المواطن الليبي هو عبارة عن قيمة لتذكرة سفر بين بنغازي وطرابلس واذا زدتها 100% ستصبح قيمة لتذكرة سفر لزوجين يريدان زيارة أقاربهم في جزء آخر من ليبيا تاركين اطفالهم عند جيرانهم او اقربائهم لأنهم ببساطة لن يستطيعوا أخذهم معهم.
فجبريل الذي ركز على اعادة الإعمار واغفل تحسين الوضع المعيشي للمواطن الليبي يبدوا انه لم يفكر الا في نفسه وشركاته والإنقضاض على الهبرة الكبيرة قبل ان يسقط من الوزارة ويخسر عقودا كان سيجني من وراءها المليارات. لذلك انا ادعوا الشعب الليبي ان يطالب بتكليف رجل ليبي نزيه عاش في ليبيا ويعرف هموم المواطن البسيط حتى يركز على تخصيص القسط الكبر من الميزانية على تحسين الوضع المعيش والسير في عملية اعادة الإعمار على مراحل فلسنا مستعجلين ويمكننا العلاج خارج ليبيا اذا تحسنت ضروفنا المالية فلا اعتقد ان مشكلتنا الطبية تكمن فقط في بناء المستشفيات والمعدات بل اننا لا زلنا نحتاج الى الكوادر الطبية ونحتاج الى بناء ثقة بين المريض والطبيب ولا زلنا نحتاج الى بناء ثقة في تعليمنا وفي مهندسينا الذين افسدهم الدهر تحت منظومة ماكانت تعرف باللجان الثورية الغوغائية. أيضا مشكلتنا ليست في بناء الطرق والكباري بقدر ماهي مشكلة ثقافة المرور في حد ذاتها التي لا نعرفها لذلك وجب علينا ان ننظر للانسان وان نركز على اعمار المواطن قبل اعمار البنية التحتية وانا اعلم ان كلامي هذا لا يعجبكم فانتم سوف لا تجنون الارباح اذا صرفتم اموال ليبيا على بناء المواطن والاستثمار فيه بل كل ما يهمكم هو توقيع عقود الصفقات الكبيرة مع شركات كبيرة لبناء الابراج والكباري والفنادق تحت مسمى اعادة الاعمار وتلك الابراج سوف لن ينال منها المواطن الليبي الكادح اي فائدة!! نعم تلك الأبراج التي سيكتفي المواطن الكادح بالنظر اليها ولعل الفائدة الوحيدة التي سيجنيها هي انه سيذكر الله كلما نظر اليها بعد ان يرفع رأسه الى السماء قائلا "واو سبحان الله ما اطولها"
فاليعلم محمود جبريل ان الشعب الليبي غير متفق عليه وغير مجمع كما هو الحال في المستشار مصطفى عبدالجليل الذي اجمع عليه كل الليبيين لذالك عليه حفظ ماء وجهه والتنحي وتقديم استقالته وانا له من الناصحين. هل ينتظر جبريل أن يثور الناس عليه ويخرجون في مسيرات كبيرة تطالبه بالتنحي؟ هل يرضى هو بذلك؟ ان القذافي رجل جاهل مسكين لم ينل قسطا كافيا من التعليم كما جبريل وقد نلتمس له العذر في تمسكه بالسلطة 42 عاما وهو الذي سفق له الليبيون عند انقلابه ولكن ليس لجبريل عذرا في التمسك بالسلطة لأنه انسان متعلم ومتحظر وعاش برهة من الزمن في الغرب الديمقراطي إلا اذا كان جبريل يريد التمسك بالسلطة بالقوة لجلب المنافع ولسرقة اموال الليبيين والا ما الذي يفسر تمسكه بالسلطة الى هذه الدرجة؟ ثم ان جبريل الذي كان يجوب العالم منتقدا القذافي ومعيبا عليه تمسكه بالسلطة وطالبه بالتنحي لأن الشعب اللليبي لا يريده يجب أن يطبق ذلك على نفسه ويجب ان يشعر بالخجل أن هناك على الأقل جزء كبير من الشعب الليبي لا يرغب فيه كرئيسا للحكومة المؤقتة. واذا كان يتحجج بأن هناك جزءا آخر من الليبيين يريدونه فسأقول له ايضا كان هناك جزءا آخر من الليبيين يريدون القذافي وهذه حقيقة. واذا قال اولائك كانوا من المستفيدين والمتملقين أقول له أيضا وما أدراك ان كل من يتمسك به هو أيضا من المتملقين ومن المستفيدين؟
أنا لا استغرب التشابه بين محمود جبريل الورفلي وبين غوقة الورفلي فهم قد يحملون الجينات نفسها ولكن ياترى هل هناك جينات مشتركة بين جبريل وبين القذافي كونهم حيث خوت الجد؟ ام انه تأثير البيئة التي ولدوا فيها في تلك الجزء من تراب ليبيا؟ ام انه فقط مرض الكرسي ياترى؟

بالقاسم الجارد